بقلم : أريج حمادة ما أحسنها من خاتمة، خاتمة النائب المرحوم نبيل الفضل التي كانت تحت قبة البرلمان وهو على رأس عمله رغم مرضه، كان يطالب بضرورة احترام هذه القبة، وآخر كلمات له كانت «توقيع المعاملات أثناء الجلسة مظهر غير حضاري ووضع مشين للمجلس، لأنه تشويش للوزراء والمفروض الوزراء يرفضون ذلك، ويجب أن يكون هناك سعي جدي نحو الإصلاح لوقف هذه التصرفات حتى يستطيع المواطن العادي الحصول على حقوقه»، وبعدها بدقائق انتقل إلى الرفيق الأعلى. ما أروعها من خاتمة، فقد حياته وهو يدافع عن حقوق المواطن العادي، إن حسن الخاتمة هو أن يوفق العبد قبل موته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله» ومن أسباب حسن الخاتمة أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه، وأن تكون نيته وقصده متوجهة لتحقيق ذلك. رغم اختلافي معه فكريا لكنني في هذا المقال سأركز على بعض الجوانب الحسنة في حياته السياسية تنفيذا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم». ما لفت انتباهي في فترة حياته السياسية هو سعيه نحو تعزيز بعض القيم المهمة في المجتمع الكويتي بهدف محاربة بعض الظواهر السلبية المنتشرة كالإسراف والتبذير من جانب المرشحين للانتخابات في مقراتهم الانتخابية حين قرر ترشيح نفسه من دون أن يكون له مقر انتخابي وذلك بهدف تشجيع الشاب الراغب في ترشيح نفسه وغير قادر على مصاريف الانتخابات، وقد نال الكثير من النقد حينها رغم أن فكرته وهدفه كانا أكثر من رائعين، وكذلك حاول محاربة استغلال العلاج بالخارج وتعزيز الثقة في الخدمات الصحية التي تقدمها الدولة حين أصر أن يكون علاجه في مستشفيات الكويت ليكون قدوة للمواطنين، فهناك العديد ممن أساء استخدام العلاج بالخارج ليتم تحويله إلى رحلة سياحية له ولعائلته، إضافة إلى تعزيزه قيمة جليلة وهي حب العمل والإخلاص فيه، فرغم مرضه الشديد إلا انه كان مخلصا ومستمرا في أداء عمله بهمة ونشاط يفوق نشاط نواب آخرين في كامل صحتهم. اللهم أبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار. اللهم عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. اللهم اجزه عن الإحسان إحسانا، وعن الإساءة عفوا وغفرانا. اللهم إن كان محسنا فزد في حسناته، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته.
Areej A/R Hamadah
2017-07-18